هي حالة نفسية تظهر بعد الولادة على الأم –وأحياناً الأب- تتسم بالحزن، والخواء النفسي، والتغيرات السلوكية والعاطفية، وتظهر بداية من اليوم الرابع حتى اليوم العاشر من الولادة، وقد تستمر لأسبوعين أو أكثر بعدها، وتتراوح أعراضها من الخفيف، إلى الشديد، إلى ذهان ما بعد الولادة، وقد تعاود الحالة الظهور في الولادة التالية بنسبة من 50% إلى 100%.
الأسباب وعوامل الخطر المؤدية لاكتئاب ما بعد الولادة:
السبب الرئيسي لاكتئاب ما بعد الولادة هو التغيرات الهرمونية وانخفاض مستويات هرموني الإستروجين والبروجيسترون، وكذلك انخفاض هرمونات الغدة الدرقية، أو يرجع الاكتئاب لأسباب نفسية مثل الحرمان من النوم وكثرة المهام المرهقة بعد الولادة أو القلق من ألا تكون الأم قادرة على رعاية طفلها أو فقدانها الإحساس بجمالها بعد الولادة.
ولكن هناك فئات معرضة للإصابة بالحالة أكثر من غيرها، مثل:
- المصابات سابقاً بالاكتئاب.
- المصابات باضطراب ثنائي القطب.
- المصابات سابقاً باكتئاب ما بعد الولادة.
- من كانت لديهن أفراد من الأسرة يعانون من الاكتئاب أو اضطرابات مزاجية أخرى
- من عانين من ظروف حياتية صعبة، مثل الاكتئاب أو مشاكل العمل.
- من يكون طفلهن يعاني من مشاكل صحية أو احتياجات خاصة أخرى
- من يلدن توءمان أو ثلاثة توائم أو ولادة متعددة أخرى
- من كانت لديهن صعوبة في إرضاع الطفل طبيعيًّا
- من يعانين من مشاكل زوجية
- من لا يحظين بدعم من أقربائهم أو أصدقائهم
- كان الحمل غير مخطط له أو غير مرغوب فيه
اعراض اكتئاب ما بعد الولادة:
تتراوح أنواع الحالة من الكآبة النفاسية الخفيفة، إلى اكتئاب ما بعد الولادة، إلى ذهان ما بعد الولادة، وأعراضهم كالآتي:
الكآبة النفاسية:
وتتميز بأنها قصيرة وخفيفة مقارنة باكتئاب ما بعد الولادة، فلا تستمر لأكثر من أسبوعين بعد الولادة، وأعراضها:
- التقلُّبات المزاجية
- القلق
- الحزن
- الشعور بالإرهاق
- انخفاض التركيز
- التهيُّج
- البكاء
- مشاكل النوم
- مشاكل الشهية
اكتئاب ما بعد الولادة:
وتتميز أعراضه بالكثافة والحدة، وقد تبدأ في وقت مبكر –ربما أثناء الحمل- وتستمر إلى سنة بعد الولادة، وتؤثر على مهام الأم في رعاية ابنها ومتابعة بيتها، وأعراضها:
- نوبات القلق أو الهلع الشديدة
- الشعور بالاكتئاب أو التقلُّبات المزاجية الحادة
- الإفراط في البكاء
- صعوبة التعلق بطفلكِ
- الابتعاد عن العائلة والأصدقاء
- فقدان الشهية أو زيادتها المفرطة
- الأرق أو الإفراط في النوم
- التعب البالغ أو فقدان الطاقة
- قلة الاهتمام وفقدان القدرة على الاستمتاع
- التملمُل
- التهيُّج الشديد والغضب
- الخوف من ألا تكون المصابة أماً جيدة
- اليأس
- انخفاض القدرة على التفكير بوضوح، أو التركيز، أو اتخاذ القرارات
- أحاسيس انعدام القيمة، أو الخزي، أو الذنب أو العجز
- أفكار إيذاء النفس أو إيذاء الطفل
- الأفكار الانتحارية
ذهان ما بعد الولادة:
وهي حالة طبية نادرة وتظهر في الأسبوع الأول، إذا أحسستِ بها، استشيري الطبيب فوراً بلا إبطاء، وتتضمن أعراضها:
- اضطرابًا وفقدانًا للإحساس بالزمان والمكان
- أفكارًا وسواسية بشأن الطفل
- الهلوسة
- اضطرابات النوم
- طاقة مفرطة وهياجًا
- البارانويا (جنون الارتياب)
- محاولات لإيذاء النفس أو الطفل
اكتئاب ما بعد الولادة للآباء:
يُمكن للآباء الجدد المرور بنفس الحالة، وقد يَشعرون بنفس الأعراض من الحزن أو الإرهاق، أو التعب الشديد، أو الشعور بالقلق، أو تغيرات في الشهية واضطرابات النوم.
وغالباً ما تصيب الحالة الآباء من الشباب، والذين لديهم تاريخ من الاكتئاب، أو يمرون بمشاكل في العلاقة الزوجية أو المعاناة المالية، ويُسمي أحيانًا اكتئاب الأبوية بعد الولادة، وقد يكون له نفس التأثير السلبي على العلاقة بالشريك.
مضاعفات اكتئاب ما بعد الولادة:
- الأمهات: حتى إذا تم علاجه، قد يزيد اكتئاب ما بعد الولادة من احتمالية تعرُّض الأمهات اللائي أُصبن به لنوبات اكتئاب شديدة في المستقبل.
- الآباء: يمكن أن يكون للحالة أثر مضاعف؛ حيث يتسبب في ضغط عاطفي على كل المحيطين بالوليد الحديث، وقد يصاب الأبوين بالاكتئاب، حيث يزيد اكتئاب الأم من فرص تعرض الأب لنفس الحالة، ويكون الآباء الجدد أكثر عرضة لخطر الإصابة بالاكتئاب.
- الأطفال: أطفال الأمهات المصابات باكتئاب ما بعد الولادة –ولم يعالجن- يكونون أكثر عرضةً للمشاكل العاطفية والسلوكية؛ مثل صعوبات النوم والتغذية، والإفراط في البكاء، وتأخُّر نمو اللغة.
علاج اكتئاب ما بعد الولادة:
يعتمد علاج الحالة على العلاج النفسي، وأحياناً يصف الطبيب مضادات اكتئاب، مع التأكد أنها لا تؤثر على الرضيع خلال الرضاعة، وإذا تطورت الحالة للذهان، فقد يصف الطبيب مضادات الذهان أو العلاج بالصدمات الكهربائية
